سبق وأن أشرنا أن ماسة لعبة دورا مركزيا
إسلاميا مهما منذ الفتوحات الأولى، ويكفي ذكر تلك الزيارات التي قام بها
عقبة بن نافع بالإضافة إلى التأثيرات الشيعية المتمثلة في ظهور المهدي المنتظر،
أضف إلى ذلك العديد من الأساطير التي تقال لكن الوثائق التي تزكي ذلك منعدمة،
لهذا يبقى تصديق ذلك أمرا مشكوكا به. غير أن أهمية ماسة الدينية مازالت تتقوى
مع مرور السنين، ويعتبر القرن 19م فترة حاسمة في تاريخ المنطقة إذ ظهرت فيها
العديد من الزوايا، فإلى جانب زاوية رباط ماسة التي ارتبطت أهميتها في ظهور
الحركة السعدية فإن هناك زوايا أخرى لا تقل أهمية فيما يتعلق بالأمور الدينية
ومنها زاوية أكدال لسيدي محمد أكنسوس ثم زاوية أفنسو كما لا يمكن إغفال تأثيرات
الزوايا المجاورة كزاوية سيدي سعيد الشريف في منطقة بيوكرا وزاوية سيدي وكاك
بأكلو، كل هذه الزوايا ساهمت بنصيب كبير في التحولات الدينية بماسة، كما
تعتبر ماسة منطقة انتشار العديد من الأضرحة لعدد كبير من الصلحاء نذكر منهم
ضريح للارحمة بنت يوسف بمنطقة اغبالو وكذا سيدي شمهروش بتلات أنكارف وللاتغرمين
...كما تعتبر المنطقة مركزا للطرق الصوفية أمثال التيجانية والدرقاوية والناصرية،
كل هذا ساهم في احياء شعائر الإسلام ومحاربة البدع والخرافات، ففي عام 1850م
أصبحت المساجد متعددة، وأن كل مسجد يتوفر على الأقل على 50 تلميذا يتلقون
الشعائر الدينية بواسطة فقهاء أجلاء، كما أن ماسة تعتبر مركز وجود العديد
من العلماء وتوجد بها عدد من الأسر العلمية ومن بينها حسب ما جاء به المختار
السوسي، نذكر :
- الأسرة
الالياسية : نسبة إلى إلياس أسرة مشهورة في وادي
ماسة، اشتهرت بالعلوم في عهد جدها أحمد بن سليمان دفين نيت احمد برسموكة،
ومن أسرة العلامة الكبير سيدي احمد بن محمد الالياسي الماسي ونسبه هو احمد
بن محمد الحاج محمد بلحاج احمد بن سليمان وينتهي النسب إلى سيدي احمد الشيخ
المدفون بقرية تاوريرت نيت احمد برسموكة ثم يرتفع النسب إلى أن التقى بسلسلة
الجيشتميين التمليين البكريين هذه الأسرة الالياسية من الأسر العلمية الكبرى
حيث عرف فيها علماء كثيرون.
-الأسرة
الاغبالوئية : نسبة إلى قرية اغبالو، وهذه الأسرة
يقال عنها عمرية النسب من بني عدي، وقد اعتقد المختار السوسي أن الأسرة
زخرت بالعلماء إلا أننا لم نتمكن من الحصول على تاريخ أو لائك العلماء.
- الأسرة
المرزكونية : نسبة إلى قرية امرزكان من المعدر،
وقد كان علماء فيها نزلوا في حمى الصوابي بماسة، فغرسوا بمدرسته ما شاء
الله بعد الصوابي والتاسكاتي، حيث انقض العلم منها اليوم وأول من نعرف
فيها سعيد من أهل أواسط القرن الثاني عشر، وينسبهم المختار السوسي إلى
الشرفاء السملالين وكان من بين علماء هذه الأسرة الشيخ التاسكاتي وهو من
الشيوخ الكبار المتصدرين للتدريس والإرشاد العباد، اسمه محمد بن احمد التاسكاتي
الايلاني الماسي ولد في ربيع الأول 1214هـ ودفن في مشهد سيدي وساي بوصية
منه، وقد قدم هذا الشخص خدمات جليلة فيما يتعلق بالوعض والإرشاد واستطاع
بحكمته أن يشارك في الأحداث السياسية حيث عارض الثائر اليزيد بن سيدي محمد
بن عبد الله ضد السلطان سليمان. وكذا سيدي محمد بن احمد وهو علامة كبير
أدرك شئنا عظيما في زمنه حيث كانت له اتصالات مع القايد الحاج عبد الله
بن عبد الملك الحاحي، وهو الذي وضع الأسس الاولى لتشيد الزاوية، كما اتصل
بسلطان ذلك العهد المولى عبد الرحمان
|